اذا صنتو صانك واذا أهنتو أهانك لو ما لسانك ما يدخل الحنش مكانك
مما جاء في الاثر الشعبي ان ذياب بن غانم لما كان صبيا وكان شديد الذكاء والفطنة, فكانت امه كثيرة التفاخر باخوتها وذويها, فكان ابوه غانم يعيرها باخوتها "اخوال ذياب" بانهم سذج ليغيظها, فيطرح عليها اسئلة وألغاز ويقول لها دعي اخوتك النوابغ يجيبوا, وكان ذياب يستمع فينتظر امه في خارج البيت قبل ذهابها ويطلب منها ان لا تسرد الجواب على ابيه بعد رجوعها من عند اخواله قبل ان تخبره بجوابهم قيصحح لها, فبدأ والدها يشك في الامر, وذات يوم جاء غانم وقال لزوجته متهكما لا اظن ان اخوتك سيجيبون على هذا السؤال, فقالت الزوجة ايتي به و سنرى فقال : ما هو اخف منو واش (اسرع شيء) واحلي منو واش (احلى شيء) وامر منو واش ( اكثر شيء مرارة) فخرجت المرأة كعادتها فالتقت ولدها ثم اتجهت لاخوتها وأخبرتهم فضحكوا وقالو هذا شيء بسيط, فاسرع شيء هو البرق اما احلى شيء فهو العسل و أمر شيء هو الحنضل فرجعت فرحة مسرعة بجواب اخوتها حتى انها نسيت ابنها, لكن ذياب لفطنته كان ينتظرأمه فسد عليها الطريق قبل ان تصل لوالده, فاخبرته انها نسيته من فرحتها بجواب اخوتها فاخبرته بما قالوا, فانتفض ذياب قائلا اياك ان تخبري والدي بهذا فيضحك عليك, فسألته امه ماذا تقل اذا ؟ فأجاب :
أخف منو واش (اسرع شيء) هذب العين اذا راش (اي رمش العين).
واحلى منو واش(احلى شيء) يشيرين (مولودين) في فراش.
وأمر منو واش رفود الحبيب في الانعاش (اي فراق وموت الاحبة).
واكد لها ذياب اياك يا أماه ان تخبري أبي انك التقيتني, و لما اخبرت امه أباه بتفسيرسؤاله اشتطاط غانم غيظا وسألها ان كانت التقت ذياب فأنكرت, عندها غاب غانم لمدة قصيرة ثم عاد مسرعا صائحا في زوجته ناوليني سلاحي بسرعة فقد هجم قطاع الطرق على ذياب و هو يرعى الابل, فصاحت مفجوعة يا الله الآن فقط كان معي ابني ففضحت نفسها, عندها وقف الرجل هادئا الم تقولي انك لم ترينه, فتوعد ليقتلن ذياب, فهرب ذياب فزعا وانقطع عن الحديث ولم يعد يتكلم ابدا, وبعد مدة بدأ غانم يشعر بالقلق على ابنه ظانا ان ذياب صار ابكما, فصار ينادي ان من يخبره ان ابنه تكلم سيجزل له العطاء, فصاركل يوم يأتيه شخص ليخبره ان ذياب تكلم قيسأله ماذا قال فيقول الشخص انه سمعه يقول كذا وكذا, فيقول غانم هذا ليس كلام ابني.
وذات يوم جلس ذياب تحت شجرة وكان فوقه على الشجرة عش فيه فراخ لعصفور, فكانت الفراخ تصيح طالبة القوت من والديها, فمر حنش قرب الشجرة فسمع الفراخ تصيح فصعد واكلها, عندها نطق ذياب قائلا
اذا صنتو صانك واذا اهنتو اهانك لوما لسانك ما يدخل الحنش مكانك.
فذهبت البشائر الى والده غانم فقال هذا كلام ابني, فاجزى العطاء وبقيت المقولة مثلا يحتذى و قولا تتردده الاجيال.
تعليقات
إرسال تعليق