محاجيات جدتي

أمثال من التراث الشعبي

في الأثر عبر و أمثال و حكم صيغت بكلام جميل مؤثر يلامس احاسيس القلب فيسكنها, كما أنها زاد لمن أراد وعدة وعتاد لكل لبيب متمعن ولكل من يحب الخير لنفسه وللعباد.

اسعى يا عبدي وأنا نعينك وارقد يا عبدي و أنا نهينك

و يقال هدا المثل في نبذ الكسل و الخمول فالكسل هو اول أبواب الفشل, فقد خلق الله الدنيا للسعي و الجد و العمل و المثابرة, فأحوال الأشخاص و المجتمعات و الأمم لا تستقيم الا بالجد و العمل, عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو: "اللهم إني أعوذ ‏بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من ‏عذاب القبر" رواه البخاري. ‏

ما تجري ما تهقهق امشي مشية موفقة ما تدي غير اللي كتب لك لو كان تموت بالشقاء

و هو مثل يقال لوجوب الاعتدال والتوكل والرضى, ففي سعي الانسان في عمله وطلب رزقه و قضاء حاجاته مطلوب منه الاعتدال وعدم التسرع, فالقلق والتسرع و الاندفاع نحو الشهوة و الرغبات يدفع الانسان الى الطمع و الجشع و ارتكاب الأخطاء.

يحكى ان رجلا كان مسافرا فأدركه وقت الصلاة فلم يجد مربطا لراكبته فوجد رجلا من أهل البلد فاستأمنه على راكبت حتى يتوضأ و يصلي, فأخذ الرجل الراكبة الى السوق ليبيعها بدينارين, فلما عاد المسافر و لم يجد الرجل و الراكبة سأل و تتبعه ليجده في السوق ينهي مهمته القذرة, فقال له: والله كنت انوي أن أعطيك دينارين مكافأة لكنك لا بارك الله فيك استعجلت على رزقك فجاءك الحرام عوض الطيب الحلال.

اللي تخدمو طيعو واللي ترهنو بيعو

أي اذا كنت عاملا أو أجيرا عند أحد فنفذ ما يطلبه منك, اما اذا اضطررت لرهن شيء ما بسبب فاقة اة احتياج فبعه وتخلص من القلق والهم و اكمل طرقك فالعوض والعطاء من الله, فهو مثل يحث على الانضباط والابتعاد عن القلق و التوتر و التعلق بالأشياء و هذا شيء صرنا نفتقده في حياتنا المعاصرة.

زواج الكبر ندامة و الذرية تعبش يتامى

و هو مثل يحث على الزواج المبكر, فقد يكون ذلك دافعا للاستقرار النفسي و المجتمعي, لكن تبقى قضية الزواج و الذرية خاصة اقدار من الله عز و جل.

اللي اعطاه ربي ما ينح عليه العبد

و في هذا المثل نبذ للحسد و حث على التوكل, و هذا يخص الأرزاق أيضا و الأرزاق لا تتمثل في المال فقط فالصحة و العافية رزق والذرية الصالحة رزق و الطمأنينة وراحة البال و الأمان أيضا وان تعدو نعم الله لا تحصوها.

ويقال ايضا:

كثير من اعطاه ربي ويقول اعطاني ذراعي

فالله تعالى من أسمائه: الرزاق،( يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة آل عمران:37، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) سورة هود:6.

معطى جاجة مكافيتو جمل

و يحكى ان أميرا كان في رحلة صيد مع حاشيته فابتعد عنها هو يتتبع شاة غزال وضلت به الطرق, فبقي يهيم ضائعا و اشتد به الجوع والعطش الى ان رأى خيمة عن بعد فقصدها, فوق عندها طالبا القوت قائلا (ضياف ربي) وكان يسكن الخيمة رجلا فقيرا و زوجته فلما سمعت المرأة النداء, نادت زوجها قم و استقبل الضيف, فخرج الرجل واستقبل الأمير من غير ان يعرفه و تستر الأمير عن شخصه خوفا من الغدر و الهلاك, ولم يكن للزوجين الفقيرين سوى دجاجة واجدة تبيض لهم كل يوم بيضة فيقنعان و يرضيان بما قسم لهما, ف همت الزوجة الى الدجاجة فذبحتها واعدتها للضيف فعاتبها الزوج على انها المصدر الوحيد للروق, فأجابته الله جواد كريم ولا ندري انحيا ام نموت.

فلما استراح الامير بعد ان أكل وشرب ادركته حاشيته بعد ان تتبعت أثره, فشكر الامير الرجل الكريم وأهداه جملا أصيلا كان يركبه, فرجع الرجل لزوجته فرحا قائلا: معطى جاجة مكافيتو جمل و الله صدقت فالله جواد كريم.

و هذا مثل يحث على جود و العطاء و نبذ للكف والبخل, فالجود والكرم صفة الله عز و جل و خلق الأنبياء و أسوة النبلاء و العظماء