القائمة الرئيسية

الصفحات

 

جاهل المسلمين يفحم عالم النصارى


فانتزيا المغرب العربي


يحكى ان مبشرا قدم لبلاد المسلمين وقصد قرية كان مقيما بها جحا و طلب المناظرة, ولم يكن بين أهل القرية عالما فقيها فاحتار أهل القرية أمام اصرار المبشر على المناظرة, ثم اتفقوا ان هذا أمر لا مفر منه وليس لهذه المهمة سوى جحا.

فبحثوا عنه فقيل انه في أطراف القرية فقصده القوم, وكان جحا وقتها قد ادركه الجوع و كانت لديه بيضة واحدة مسلوقة فجلس ليأكلها, ولما رآى القوم مهطعين نحوه ربط البيضة في جانب شاشه و أعطى أرجله للريح هاربا, فلحقه به القوم ولما امسكوه سألهم ما خطبكم فأخبروه قصة المبشر و أنهم متأكدون ان لا أحد سينقذهم سوى جحا, عندها تنفس جحا قائلا في نفسه الحمد لله ظننتهم يريدون البيضة المسلوقة, فأخذوه وهم يصيحون جحا لها جحا لها… وجحا يزيد انتفاخا وغرورا.

ولما تقابل الرجلان سأل المبشر النصراني جحا: هل تبدأ أم أبدأ؟ فقال جحا ابدأ أنت فأنت ضيف, عندها أشار المبشر النصراني باصبعه الى وجه جحا, فاغتاظ جحا فأشار للمبشر باصبعين محركا كلاهما, فأشار المبشر النصراني باصبعه الى السماء فأشار جحا الى الأرض, ثم اخرج المبشر النصراني من حقيبته دجاجة ففتح جحا جانب شاشه وأخرج البيضة فصاح المبشر النصراني كفى أعترف بالهزيمة, فهلل أهل القرية و حمل بعضهم جحا على الأكتاف وذهبوا به فرحين.

 أتباع المبشر النصراني سألوه كيف هزمه جحا, قال لما أشرت له بأصبعي قلت له ان الله واحد فحرك اصبعيه وقال لا ثاني له, وعندما أشرت باصبعي للسماء قلت له ان الله في السماء فاشار بأصبعه الى الأرض قائلا و في الأرض ايضا, أما عندما أخرجت له الدجاجة فكنت أشير الى أن الله يخرج الحي من الميت لكنه رد عليا فأخرج البيضة ليقول ان الله يخرج الميت من الحي ايضا فأفحمني.

اما جحا فلما خلى بأصحابه سألوه ماذا جرى؟ فأخبرهم قائلا: عندما أشار باصبعه فقد قال لي سأفقع عينك فاغتظت وقلت له و أنا سأفقه عينيك الاثنتين, ولما أشار باصبعه الى السماء كان يقول سأضربك فأطيرك في السماء فأشرت للارض قائلا له اني سأضربه و أدك به الأرض فخاف, ثم أخرج الدجاجة متفاخرا بأنهم يأكلون لحم الدجاج, فأخرجت له البيضة لأقول له و نحن نأكل بيض الدجاج فصعق واعترف!!!!

قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل125].

وتبقى هذه مجرد قصة من التراث تشير الى أن الانسان في كثير من الأحيان قد تكون نواها الحسنة هي التي تنجيه ويهديه الله بها للتوفيق.


أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات