أمثال وحكم شعبية
التراث الشعبي الذي تركه الأباء والأجداد مليء بالحكم والمواعظ والامثلة النابعة من تجاربهم الحياتية التي سقلوها بحكمتهم ورويتهم, فأخرجوها في تعابير بسيطة قوية و مؤثرة جدا لدرجة ان أصبح هناك مثل يقول: (الاولين ما خلاو للتوالى ما يقولو), بمعنى ان الأولين لم يتركوا لنا ما نقول من امثلة وحكم وذلك بالحكمة و الروية و الطمأنية التي امتازوا بها, مما جعلهم يلمون بأمور الحياة ويصقلو تجاربهم فيها في تعابير بسيطة جميلة ورائعة يستفيد منها من جاء بعدهم.
بعض الأمثلة والحكم الشعبية المعروفة
كثيرة جدا الحكم والأمثلة الشعبية, وسنتناول بعضا منها في محاولة لفهم معانيها ومغازيها
اللي ما هو ليك الا يعييك
بمعنى لا تطمع بما هو ليس ملك لك وهو لغيرك, فهذا يسبب لك مشاكل وتعب عقلي وجسدي انت في غنى عنه, فهذا من الطمع ويقال (الطمع ضر ما نفع) و يقال (الطمع كماء البحر زد منه شربا تزداد عطشا), ويقال ايضا (العبد حر اذا قنع والحر عبد اذا طمع).
ما حك جلدك الا ظفرك
لا يحك جلد الانسان الا ظفره فاعتمد على نفسك فلا تسأل يوم القيامة الا وحدك, (...يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَآءكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ). من الآية 31 الى 32 سبأ, ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾ النجم 39-40, ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ المدثر 38.
فلا تعتمد على احد فحتى ظلك يتخلى عنك في الظلام.
وين تحطت ايد يتحطو عشرة
بمعنى ان الاناء الذي يمكن لواحد الأكل منه كذلك يمكن ذلك لعشرة و هو حث على العطاء و الكرم و نبذ لكف اليد و الجشع, فيقال أصل المحاسن كلها الكرم, و ايضا ثلاث من مكارم الأخلاق ما اجتمعت بأحد الا أجمع الناس على حبه: الكرم، والكلمة الطيبة، والوجه البشوش.
يقول علي رضي الله عنه:
إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها * على الناسِ طرا إِنها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ * ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ
ويقول ايضا: ( الكرم أعطف من الرحم )
ويقول ابو بكر الصديق رضي الله عنه: ( الجود حارس الأعراض ).
بات على غيظ لا تصبح على ندامة
الانسان اذا استسلم لغيظه و غضبه قد يفعل شيئا يندم عليه, فيقول تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران 134, عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه البخاري.
من العمود للعمود فرج
و هو مثل ورائه قصة وهو مثال على التوكل والرضى بحكم الله, فالاشياء لا تكون على حسب مظاهرها فقد يكون ما ظاهره جميل و مرغوب له أثر سيء و يخفي ماهو أقبح, والعكس صحيح أيضا فما قصة الرجل الصالح وسيدنا موسى عليه السلام الا دليل من القرآن الكريم.
و عن عمر رضي الله عنه قوله ( ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره ), وعن ابن مسعود رضي الله عنه: ( إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط ), كما روي عن ابن عمر قوله ( ان الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو خِير له ).
تعليقات
إرسال تعليق